هل تعرف الدكتور راتب الحراكي؟

الموضوع موجود على موقع eIdleb.sy مع الصور

رجل تقدمي سابق لعصره، هكذا وصف السيد "راسم الحراكي" والده الطبيب "أحمد راتب الحراكي" حين التقاه موقع منتديا ت المعرة للحديث عن شخصية لن تمل ذاكرة الناس من الإحتفاظ بها والحديث المتواصل عن مواقفها، شخصية الدكتور "راتب الحراكي" شخصية بارزة عرفتها مدينة "المعرة" في العصر الحديث وليست "المعرة" وحدها فقط بل العديد من المدن السورية، وهو من مواليد "المعرة" عام /1920/، درس الإبتدائية في مدرسة "السلطانية" وفي مراحله التعليمية اللاحقة كان متفوقاً في الرياضيات، توجه إلى "دمشق" لدراسة الطب، وتخرج سنة /1946/ في أول دفعة طب بعد الإستقلال ليعمل طبيباً في "المعرة" لمدة تزيد عن أربعين عاماً، وقد وصفه أيضاً المهندس "راسم" وهو الذكر الوحيد من أبنائه قائلاً: «أحياناً تكون في أفكار والدي وشعره كوميديا سوداء لذلك فإني أشبهه بالشاعر "أبي نواس"، كما أن لديه تأثر بفلسفة شاعر فلاسفة "أبي العلاء" لذلك فهو يكره كل ما يعتبر تخلفاً، خاصة أن مجتمع "المعرة" آنذاك كان نامياً ويملؤه أشباه المثقفون وغير المتعلمين وغالباً ما كان يتصرف مع الناس على قدر عقولهم ويعبر أحياناً عن استياءه من طريقة تفكيرهم لكنه كان يغطي ذلك بالدعابة، وأذكر حين سأله أحد أصدقائه عما يتمناه لـ "المعرة" فأجابه "يا ريت تتحول الحجارة فيها إلى ألماس"»، وتابع "راسم" حديثه برغبة في الضحك: «كان يريد أن تتحول حجارة "المعرة" إلى ألماس وبرر ذلك ممازحاً بأن يأتي اللصوص ولا يبقوا فيها حجراً على حجر».

يقول السيد "راسم": «أذكر أن في بداية ممارسة والدي لمهنة الطب لم يكن يعاصره في العمل أحد من أبناء البلد، فكان يستخدم أدوات بسيطة ويركب عقاقير من صنع يديه، وعندما انتقلت عام /1977/ للدراسة في "حلب"، رفض والدي فكرة ترك "المعرة" ونقل عيادته، وحين عُرض عليه السفر في بعثة دراسية على حساب الدولة رفضها رفضاً قاطعاً، لذلك استمر في العمل بمدينته، وهناك صيت معروف عنه وهو "أبو الدراويش"، فكثيراً ما ترك محاسبة المرضى لله، وهذا التصرف منه جعله أحياناً عرضة للطمع من أصحاب النفوس الضعيفة، فكانوا يخبأون المال في جواربهم وأماكن أخرى حتى يتظاهروا بالفقر، ومع ذلك فكان يقتنع منهم بأجرة قليلة، مع أنه لم يكن يتهاون مع المحتالين ولم يكن يساوم الناس أبداً على الرغم أنهم كانوا يساومونه على الأجرة كأنهم يساومون أي بائع خضار، وهو بحاجة للمال إلا أنه يرفض الحصول عليه من رقاب الفقراء، فمهنة الطب هي أكثر المهن إنسانية في وجهة نظره، وبالنسبة للحديث عن قضية براعته فهو طبيب بارع، فكثيراً ما كان يردد أن سماعته تكشف أدق من أجهزة التصوير الحديثة وليس ذلك فقط بل يستطيع أيضاً بدقة حدسه وملاحظته لوجه المريض معرفة احتمال المرض لديه من عدمه، وخلال تلك الفترة كان أصحاب الأمراض المستعصية يجوبون البلاد حتى يجدوا التشخيص المناسب لمرضهم، وعندما يذهبون إلى لبنان كونه متقدماً من الناحية الطبية يقلب أطباؤها "روشيتات" الأطباء التي مر عليها المريض وحين تقع روشيتة والدي بين يديهم يتعجبون متساءلين كيف أن لديكم طبيب مثل "أحمد راتب" وتسافرون إلينا».

يضيف السيد "راسم" عن والده: «أحياناً كان يزعج والدي الإحتكاك المباشر بالناس العاديين، ففي عيادته لم يكن يعتمد على ممرض أو مسير لشؤون المرضى خارج الغرفة الرئيسية، وهذا ما جعل أوجه المرضى عُرضة مباشرة له، ويحوله ذلك غالباً إلى شخص من النوع العصبي وغير القادر على الإحتمال، لكني أرجع ذلك الغضب لديه إلى شيء يسميه الناس "النرفزة" فهو يغضب على فترة قصيرة ويهدأ، وخلال فترة الغضب هذه قد يتكلم أو يفعل أشياء أحياناً لا تحمد عقباها، ومثال ذلك أذكر أن أحدهم اتصل ليقول له: "دكتور إنت هون بالعيادة" فأجابه والدي بنرفزة: "لأ يا حبيبي مو هون" وأغلق بوجهه السماعة»، ضحكة قصيرة أضاف "راسم" بعدها: «معظم ما تسمعه عن الدكتور من المواقف التي يتداولها الناس في سبيل الضحك هو زيادة قليلاً عن الحقيقة وهناك من الحكايات مما هي مؤلفة بعدة سيناريوهات، فحين يخرج من المنزل للسفر أو الترويح عن النفس في المقاهي كان يوصي من حوله بعدم سؤاله عن أي شيء خاصة فيما يتعلق بالطب أو السياسة، رغم أن مجالسيه في مقهى "رشاد" الشعبي الذي يرتاده بـ "المعرة" ينتظرون منه بيت شعر أو موقف مسلي مما عُرف عنه بين الناس، حيث يعتبره الكثيرون منهلاً فكرياً وسياسياً فيحاولون الإستفادة منه حال لقائه، وأعتبر من وجهة نظري أن طقس "أحمد راتب" المثالي الذي يسر به كان مجتمع مثقفي "حلب" أو "دمشق"، وترجم ذلك الطقس عملياً بارتياده لمقهيي "الهافانا" في "دمشق" و"القصر" في "حلب"، ومن ناحية أنه مثير للجدل فهو كذلك لأن المجتمع الذي يقطنه كان محافظاً بينما لم يعتد والدي التحفظ ومارس الإنفتاح وتكلم بالفم المفتوح حتى أنه كان ينصحني بالقيام بذلك في الجامعة ولا يعارض مثلاً أن أدخن أمامه إذا أردت، مما حدا بالبعض اعتباره غير محترماً واتهموه بعدم التدين وممارسة المحرمات».

عن شعر "أحمد راتب" تحدث الأستاذ "حازم الحراكي" وهو صديق قديم ومقرب للطبيب حيث قال: «ذائقة الشعر عنده بدأت بطلقة وانتهت بطلقة أي أنها من تاريخ النكسة عام /67/ إلى تاريخ إجتياح لبنان عام /82/، وكان يكتب بأسلوبي القافية والشعر الحر التفعيلي، ويستخدم ذلك الشعر في المناسبات العائلية والمواقف الشخصية والحديث عن الأشخاص مؤلفاً أبياتاً طويلة في الرثاء والغزل والوصف أو الذم والمدح وله قصيدة غزل بالضاد، وأبرز مجموعات شعره هو ديوان "معاناة"، وفي قصيدة ضياع برز لديه اتجاه فلسفي شعري مقلداً إتجاه "أبي العلاء"، فوجه التلاقي لدى الدكتور "راتب" مع "أبي العلاء" هو الفكر الإنساني المشترك بينهما وهذا يدل على على تأثره الكبير بشاعر الفلاسفة».

"أحمد راتب الحراكي" من أوائل مؤسسي مهرجان "أبي العلاء" بعد إحيائه وأصبح الرئيس الفخري له بعد ذلك، تزوج متأخراً والسبب ولعه الكبير بالسياسة حيث كان ينتمي للحزب السوري القومي وحين انحل الحزب ابتعد عنها، في أواخر حياته انعزل قليلاً عن المجتمع حيث تعرض في مطلع التسعينات لحادث مؤلم فقد فيه إحدى عينيه إثر ارتطامها بطاولة في منزله ليلاً، ولم يدم الطبيب "راتب" طويلاً إذ وافته المنية سنة /1994/، ومازالت إنسانيته موضوع طويل يتداوله محبوه ومبغضوه مع ريبنا لوجود أحد ما يبغضه، ولا شك أن صفتي " موزون على موزون" و"إنساني بمعنى الكلمة" اللتين أطلقهما عليه صديقه الأستاذ المتقاعد "حازم" وإبنه المهندس "راسم" أهم ما يمكن أن يقال عنه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من طرف Abed.S الجمعة 4 ديسمبر 2009 - 12:22

طيب مشكو أنا رايح على esyria.sy لانو المو ضوع مو واضح

سبحان الله كان الدكتور أحمد راتب فعلا طبيب الدراويش مما سمعنا عنه
وكان رحمه الله يأتي بيوم من الأيام ويقف على الشارع ويفحص الناس في الشارع مجانا وبدونمقابل
رحمه الله
كانت له قصص صريحه جدا
وكان كثيرا ما يوصف للمرضى المتمارضين او الذي يشك في مرضهم
لو كانت بنت يقول لأمها بنتكي تحتاج الى عريس وليس طبيب
وكثيرا ما تصرف وصفاته من أماكن غريبه مثل الدربكه التي يعزفون بها بالأعراس لأن الفتاة التي تأتي للعلاج تكون قد وضعت على وجهها أشكال وألوان وكأنها ذاهبه الى عرس
وكثيرا مايوصف الكفن والنعش للحاسدين والمتطفلين طبعا هو أعلم منا بهم
فدائما كان يعزف على وتر المريض فيعطيه على طلبه دون أن يتكلم ويعطيه حق العطاء
كان له محبين ومبغوضين كماورد في الموضوع
ولكن الان عندفا فقد هذا الأنسان العظيم الكل عرفه وان لم يشهد له علنا شهد سرا بقوله لن يأتي مثل الدكتور أحمد راتب رحمه الله
طبيبا عرف بصراحته ودقة تشخيصه وعلمه بالمرض واعطاء الدواء الكافي للمرض والأجره القليله
رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه
أشكرك أخي مرا دموضوع يستحق التفرغ لقرائته والتمعن والتخيل والغوص بشخصية الطبيب الرائع
رحمه الله
مع كامل تحياتي

عبدالباسط ال خشان

مشكورين يااشباب ومشكور أخ عبدالباسط على المداخلة الجميلة

مشكور على المعلومات لأني سمعت من الأستاذ شريف الرحوم بعض منها بس هلئ وضحت أكتر شكرا

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رحمة الله عليك يا أيها الطبيب الراااااااائع
أذكر برواية شخصية حدثت مع خالي وكان من رواد السباحة بالبركة القديمة
مرض بأحد الأيام و قامت جدتي بأخذه لعند الدكتور أحمد وبدون أي كلمة من خالي و من جدتي قام بالصراخ على خالي وطرده قائلا له من بركة لبركة وبدك ماتمرض
انقلع من هون
وهذا دليل على ذكاء الدكتور أحمد راتب الحراكي رحمه الله
وشكرا
حج بدر ....................

رحمة الله عليه قصصه لاتنتهي وذكره دائم انشاء الله والرحمة تحيطه من كل البلدان فالناس لاينسون الطبيب الرائع
احمد راتب

هل تعرف الدكتور راتب الحراكي؟

هل تعرف الدكتور راتب الحراكي؟

رد: هل تعرف الدكتور راتب الحراكي؟

رد: هل تعرف الدكتور راتب الحراكي؟

رد: هل تعرف الدكتور راتب الحراكي؟

رد: هل تعرف الدكتور راتب الحراكي؟

رد: هل تعرف الدكتور راتب الحراكي؟

رد: هل تعرف الدكتور راتب الحراكي؟