الحلاق أبو وحيد حلاق المعرة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحلاق أبو وحيد حلاق المعرة
مكان عششت في ثناياه كلمات ومعان عديدة أخفاها، لكنه أبقى شعيرات ظلت مرصعة على زوايا الدكان، عدة حلاقة مرت على رؤوس كثيرة، وظلت معلقة على جدران المكان حتى عهدٍ قريب، سير وحكايات انطلقت من الأفواه ولم تجد لشدتها مخرجاً فعلقت بسقف محل الحلاقة المرتفع وجعلت من سطحه قبة، ففي الزاوية الغربية القبلية لـ "جامع المعرة الكبير" بجانب قوسة أثرية كانت يوماً ما موجودة، "وحيد الحلاق" "أبي أديب" كان حلاقاً، ويوم لم يُجد الحلاقة أحد إلا أجاد معها المداواة وتقطيب الجروح التي لا تجد اليوم من يداويها، ومع خيوط صباح النهار الأولى نعبر سوق النجارين نزولاً عند "ساحة الجامع" لنحط رحالنا مستريحين في صالون أديب "أبو وحيد" وهذه المرة ليس والده "وحيد الحلاق" رحمه الله، وكان داعي الدخول حسب قوله حين يقف دون شغل على باب المحل: (دخول يا خاي حق الطريق فنجان قهوة مرة)، وفعلاً لم يكن يحلق في يده أي رأس، ويكمل قائلاً[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]موإنتي إبن فلان الفلاني وجدك فلان الله يرحموا كان طيب، كنا جيران ما بتعرفني)، وتتكرر هذه العبارات مع كل عابري السبيل أمام محل "أبو وحيد"، لكن المقام يطيب لهم ورائحة الصابون والطيب تدعوهم لترك هموم الدنيا والجلوس على كرسي الحلاقة للتنعم بحلاقة ذقن على أصولها.
ولسبب التصاق باب "الجامع الكبير" بالصالون أول ما يسأل الزبون عنه "أبو وحيد" هو هل اُذيع على أحد بالمئذنة اليوم، وهل رأى جنازة تدخل باب المسجد؟، وبدوره فإن "أبو وحيد" لا يكذِب الخبر وينشره، أما في حال لم يتوفى أحد، فتبدأ سيرته عن أهل السوق من الأولين بقوله:«الله يرحم إيام زمان لمن كان فيه بـ "المعرة" /7/ حلاقين منهم والدي و"عبد الله العمشة" و"ديب الديوب" و"عبسي المبروك"، وأنا أذكر أن "الجلاليس" كانت تملئ فسحة "الجامع الكبير" ويوجد في وسطها بركة ماء مرتفعة على أعمدة، وفي طفولتنا كنا نتجاوز الأعمدة مشياً بأرجلنا على "الجلاليس" حتى نصل إلى منطقة أسفل المئذنة التي كانت تملؤها الأشجار العالية التي تقارب حائط المئذنة تقريباً، وكان يملئ المكان أيضاً شجرة مشمش كبيرة ونبات القصب، أما طرف الجامع من الناحية الشمالية فكان يطلق عليه "الهارب" وهو مكان "شارع الكورنيش"، وإذا نزلت إلى الناحية الشرقية تقل البيوت حتى تصل إلى البساتين في المنطقة المحاذية للسجن اليوم، وفي الناحية القبلية من المكان كانت تسمى المنطقة "المشتل" وهي غابة من الأشجار والبساتين الخضراء، وفي السوق أنا أذكر وجود الساعاتي الوحيد في "المعرة" وهو "سليم الساعاتي" ووجود خان قريب من هنا وهو "خان القزيز"، وكانت تحاذي المعرة من الشمال أرض تسمى "الميخلة"».
يستمر "أبو وحيد" بالحديث عن الماضي حتى إذا ما دخل أحد أصدقاءه سأله بلهفة حارة ألا تذكر يا "أبو أحمد" "الميخلة"، فيجيب الرجل قائلاً: «كيف لأ، وفيها مقبرة صغيرة يقال أنها لدفن الأطفال»، وحينما يبادر "أبو أحمد" بالسؤال قائلاً: (كيف شغلك يا أبو وحيد)، يجيب "أبو وحيد الحلاق" عليه بعد تنهيدة بالقول: «عمل الحلاق اليوم سهل ونظيف بينما كان في الماضي يحتاج لأدوات كثيرة وكان منها "الموس" ويستعمل بدل شفرة الحلاقة و "الآيش" وهو المسن الجلدي الذي يشحذ هذا "الموس" وكانت تُستخدم رغوة الصابون العادي لتطرية الذقن ولم يوجد في ذلك الوقت المعجون، وكانت ماكينة الحلاقة يدوية، وأذكر أن والدي كان يستخدم وعاء أصفر اللون مشقوق من طرفه ويُسمى "الطشط"، ويستعلونه بدل المغسلة بوضعه في أسفل الرقبة خلال غسيل الذقن، وكان الحلاق يعتبر نصف دكتوراً، فيضرب الإبر ويقلع الأضراس و يعمل الحجامة، وكان صالون والدي يحتوي مهواة من الكرتون معلقة بحبل لاستخدامها بدل المروحة العادية وأيضاً حاكي سماعي يعمل على أشرطة البكر القديم و"كلونيا" و"بودرة" من نوع خاص».
قد لا تعبر كلمات "أبو وحيد" أحياناً وحدها حين يذكر والده أو أحد جيرانه المتوفين ومنهم بائع ألبسة "البالة" المجاور لمحله مثلاً "أبو خالد"، وآخرين من أجداد سوق "المعرة" وحكاياتهم التي تحتاج كتباً حتى تُذكر، وكلهم في تعابير ذلك الرجل زائلين كما نحن سنزول يوماً ما، والحياة في عيون حلاق ذو /62/ عاماً يعبر دائماً عنها برأيه أن الأولين سبقونا وسنلحق بركبهم ونكون حكايات لمن بعدنا كما أصبحوا هم، وهاهو "وحيد الحلاق" رحمه الله يتمثل من جديد في إبن السيد "أديب" الذي يعمل معه في الصالون وهكذا يكرر الزمن نفسه.
ولسبب التصاق باب "الجامع الكبير" بالصالون أول ما يسأل الزبون عنه "أبو وحيد" هو هل اُذيع على أحد بالمئذنة اليوم، وهل رأى جنازة تدخل باب المسجد؟، وبدوره فإن "أبو وحيد" لا يكذِب الخبر وينشره، أما في حال لم يتوفى أحد، فتبدأ سيرته عن أهل السوق من الأولين بقوله:«الله يرحم إيام زمان لمن كان فيه بـ "المعرة" /7/ حلاقين منهم والدي و"عبد الله العمشة" و"ديب الديوب" و"عبسي المبروك"، وأنا أذكر أن "الجلاليس" كانت تملئ فسحة "الجامع الكبير" ويوجد في وسطها بركة ماء مرتفعة على أعمدة، وفي طفولتنا كنا نتجاوز الأعمدة مشياً بأرجلنا على "الجلاليس" حتى نصل إلى منطقة أسفل المئذنة التي كانت تملؤها الأشجار العالية التي تقارب حائط المئذنة تقريباً، وكان يملئ المكان أيضاً شجرة مشمش كبيرة ونبات القصب، أما طرف الجامع من الناحية الشمالية فكان يطلق عليه "الهارب" وهو مكان "شارع الكورنيش"، وإذا نزلت إلى الناحية الشرقية تقل البيوت حتى تصل إلى البساتين في المنطقة المحاذية للسجن اليوم، وفي الناحية القبلية من المكان كانت تسمى المنطقة "المشتل" وهي غابة من الأشجار والبساتين الخضراء، وفي السوق أنا أذكر وجود الساعاتي الوحيد في "المعرة" وهو "سليم الساعاتي" ووجود خان قريب من هنا وهو "خان القزيز"، وكانت تحاذي المعرة من الشمال أرض تسمى "الميخلة"».
يستمر "أبو وحيد" بالحديث عن الماضي حتى إذا ما دخل أحد أصدقاءه سأله بلهفة حارة ألا تذكر يا "أبو أحمد" "الميخلة"، فيجيب الرجل قائلاً: «كيف لأ، وفيها مقبرة صغيرة يقال أنها لدفن الأطفال»، وحينما يبادر "أبو أحمد" بالسؤال قائلاً: (كيف شغلك يا أبو وحيد)، يجيب "أبو وحيد الحلاق" عليه بعد تنهيدة بالقول: «عمل الحلاق اليوم سهل ونظيف بينما كان في الماضي يحتاج لأدوات كثيرة وكان منها "الموس" ويستعمل بدل شفرة الحلاقة و "الآيش" وهو المسن الجلدي الذي يشحذ هذا "الموس" وكانت تُستخدم رغوة الصابون العادي لتطرية الذقن ولم يوجد في ذلك الوقت المعجون، وكانت ماكينة الحلاقة يدوية، وأذكر أن والدي كان يستخدم وعاء أصفر اللون مشقوق من طرفه ويُسمى "الطشط"، ويستعلونه بدل المغسلة بوضعه في أسفل الرقبة خلال غسيل الذقن، وكان الحلاق يعتبر نصف دكتوراً، فيضرب الإبر ويقلع الأضراس و يعمل الحجامة، وكان صالون والدي يحتوي مهواة من الكرتون معلقة بحبل لاستخدامها بدل المروحة العادية وأيضاً حاكي سماعي يعمل على أشرطة البكر القديم و"كلونيا" و"بودرة" من نوع خاص».
قد لا تعبر كلمات "أبو وحيد" أحياناً وحدها حين يذكر والده أو أحد جيرانه المتوفين ومنهم بائع ألبسة "البالة" المجاور لمحله مثلاً "أبو خالد"، وآخرين من أجداد سوق "المعرة" وحكاياتهم التي تحتاج كتباً حتى تُذكر، وكلهم في تعابير ذلك الرجل زائلين كما نحن سنزول يوماً ما، والحياة في عيون حلاق ذو /62/ عاماً يعبر دائماً عنها برأيه أن الأولين سبقونا وسنلحق بركبهم ونكون حكايات لمن بعدنا كما أصبحوا هم، وهاهو "وحيد الحلاق" رحمه الله يتمثل من جديد في إبن السيد "أديب" الذي يعمل معه في الصالون وهكذا يكرر الزمن نفسه.
عدل سابقا من قبل morad في الأحد 1 نوفمبر 2009 - 19:00 عدل 1 مرات
morad- المدير العام
-
العمر : 42
البلد : سورية الأسد
عدد المشاركات : 640
تاريخ التسجيل : 18/07/2009
الأوسمة الممنوحة :
رد: الحلاق أبو وحيد حلاق المعرة
الموضوع موجود كاملاً مع الصور على موقع eIdleb.sy
مشكووووووووورين على الإطلاع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مشكووووووووورين على الإطلاع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
morad- المدير العام
-
العمر : 42
البلد : سورية الأسد
عدد المشاركات : 640
تاريخ التسجيل : 18/07/2009
الأوسمة الممنوحة :
شكرالك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه يازمن
لقد قرأت الموضوع وتمعنت فيه وانتقلت للموقع ورأيت الصور
وجعلت منهم قياس للماضي والحاضر
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه
يااااااااااااااااااازمن
قد يعلم أحدكم بأنني حلاق كنت أعمل في معرة النعمان منذ زمن يتراوح 10 سنوات
الى 15 سنه مابين صانع ومعلم ومدرب حلاقه في مؤسسه المؤمون الدوليه اثناء دوامي في دمشق عام 2001م
وقارنت بين الماضي والحاضر
لقد كنت المسؤول على التدريب المهني المطور مابين تجعيد وتسبيل مائي حصري وعمليات كيميائيا بين مسبلات بأنواعها ومشقرات ومبيضات
بالأضافه الى برامج حمام الزيت الصناعي والطبيعي والحار والبارد وبرامج الوقايه ماعدا الحلاقات على الطراز الحديث
فكان لهم حصص خاصه كنت اشرف عليها
سبحان الله في هذا الوقت الحاضر منذ سنتين تقريبا كنت اتجول وأتطلع على الحلاقين في معرة النعمان مثل
ابو وحيد الأنسان المبدع والسيد ديب الديوب والسيد ابو فادي الطيفور والمتوفي لله جميل النديم وابناءالسيد اسماعيل المبروك الذين تركوا هذه المهنه منذ مده طويله
وبعض ماأنسانا الزمن من رجال عاصروا هذه المصله
فأنظر اليهم من بعيد متمعنا
بهم متعجبا خوفا من قدراتهم
سبحان الله
ولا يزال السيد أبو وحيد حلاقا عاصر الحاضر والماضي
والله لقد تشوقت لرأية محله هذا المحل الذي قام على تربيه أجيال
أأأأأأأأأأأأأأأأأأه يا زمن
أخي أشكرك على وضع هذا الموضوع في المنتدى ننتظر الجديد يا سيدي الكريم
وهذا الرابط صوره لنفس المشاركه تقريبا وفيها زبون من معرة النعمان حلقت له منز 3 سنوان كان أخا وزبونا لنا
كنت سأضع بعض الصورفي مؤسسه المؤمون أثناء عملي وفي السعوديه أيضا
وفي المعره ولكن الوقت لم يسمح لي
فاكتفيت بهذه الصوره
وأن شاء الله الأيام قادمه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صورة أيضا لأحد صالونات الحلاقه الذي كنا نعمل بهم في السعوديه
والان استقر به أخي الأكبر حسان
وأنا انتقلت الى عمل اخر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
والسلام عليكم وفي أمان الله
ننتظر جديدكم
عدل سابقا من قبل عبدالباسط ال خشان في الإثنين 2 نوفمبر 2009 - 0:51 عدل 7 مرات (السبب : الصوره كبيره)
رد: الحلاق أبو وحيد حلاق المعرة
أخ عبد الباسط فعلاً قارئ مميز وأنا مسرور لإعجابك بالموضوع
ونشالله ستشاهد الأفضل
ونشالله ستشاهد الأفضل
morad- المدير العام
-
العمر : 42
البلد : سورية الأسد
عدد المشاركات : 640
تاريخ التسجيل : 18/07/2009
الأوسمة الممنوحة :
رد: الحلاق أبو وحيد حلاق المعرة
مشكور مراد
نقلك للمواضيع ولا اروع
نقلك للمواضيع ولا اروع
MADREGAl- عضو مبتدأ
-
العمر : 31
البلد : {سورية الأسد}
عدد المشاركات : 392
تاريخ التسجيل : 29/10/2009
رد: الحلاق أبو وحيد حلاق المعرة
الأخ مراد فعلا لقد عزفت على الوتر في موضوعك المميز
وأشكر جهودك المبذوله والمشهوده
بوركت ولك أجمل تحيه
أخوك عبدالباسط ال خشان
وأشكر جهودك المبذوله والمشهوده
بوركت ولك أجمل تحيه
أخوك عبدالباسط ال خشان
مواضيع مماثلة
» المعرة عبر التاريخ
» شعيبيات المعرة
» من أعراس المعرة
» رمضان المعرة في آب عام 1959
» صور من سوق المعرة في رمضان
» شعيبيات المعرة
» من أعراس المعرة
» رمضان المعرة في آب عام 1959
» صور من سوق المعرة في رمضان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى