رمضان المعرة في آب عام 1959
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل بهجة رمضان ما زالت موجودة؟
رمضان المعرة في آب عام 1959
لقد اخترت رمضان الذي حل ضيفاً كريماً في صيف عام 1959م الموافق لسنة 1377 هجرية
وإن توجهت بالحديث عن مساجد المعرة فهي كثيرة وما يهمني هنا أن الجمعة كانت تقام في مسجدين فقط الأول المسجد الجامع الكبير وخطيبه شيخ المعرة وعالمها الشيخ أحمد الحضري يرحمه الله تعالى والثاني مسجد يوشع ابن نون وخطيبه الشيخ أديب السمنة ( الأمنة ) 77 هـ
والحقيقة أن الخبرة في معرفة منازل القمر حينها محدودة جداً فلو سألت أحدهم أين يمكن أن يشاهد القمر ستحصل على مجموعة إجابات في معظمها غير صحيحة إلا عند من توارث الخبرة أمثال بعض الأجلاء كرائد صيانة الساعات في المعرة السيد مأمون الجندي والشيخ أديب الحميدة ذلك المثقف الثقافة العالية والذاتية وإن غفل عنه الكثيرون ، ومن ثم يبقى المعول الوحيد سماع الخبر من الإذاعة الرسمية من أجهزة المذياع الكهربائية لتعلن ثبوت الشهر ثم ليتأكد الخبر من خلال مئذنة المسجد الجامع الكبير ، تؤكده طلقات مدفع رمضان ، وقد عرفته المعرة في الربع الأخير من القرن الثالث عشر الهجري بعد أن شاع استخدامه في مدينة حلب
ويبدأ الصوم فهل من تغيير على السلوك العام للناس ، سوق المعرة يبدأ من بعد صلاة الفجر ، وأصوات العربات التي تجرها البغال ( بغلان لكل عربة ) والشوارع القديمة المرصوفة بالبلاط الحجري تزيد من قرقعة العجلات لتوقظ من قد أخذه النعاس ، يمتلكها ذوي الحالة الميسورة من أهلنا في الريف تصل محملة في هذه الأيام بالجبس ( البطيخ الأحمر ) وبقايا البطيخ الأصفر ، الذي يعوضه البطيخ القادم من الروج ، والعنب ولا سيما ( الفوعي ) العالي الجودة اللذيذ الطعم ، إضافة للقرع وبقايا الخيار والبندورة، تباع هذه الخضار بالمزاد جملة ومن ثم بالمفرق والأسعار في غالبها لا تتجاوز العشرة قروش ولربما تناقص سعرها في رمضان عن حالها قبل حلول الشهر الكريم وهو أمر كان متعاداً 0
وساحة البيع لا تتجاوز المحلات المجاورة لطاحون المعرة بعشرين متراُ شرقا وغربا وكذلك المقابلة
في الساعة الرابعة مساءً قد يخلو سوق المعرة من المارة لتعود إليه الحياة قبيل المغرب للحصول على قطعة ثلج بحسب الحاجة فقطعة لا يتجاوز طولها 10سم بعشرة قروش تقطع بالساطور ، أو شراء خبز رمضان بلونه الأحمر مع حبة البركة 0
الأطفال في سننا يتجهون إلى معمل الحلاوة في وسط السوق للحصول على ألواح من الحلاوة السمسمية ، ويحتاج الأمر هنا إلى خمس وعشرين قرشا ، وبالتالي لن تستطيع الشراء يومياً، وما يميز المتاجر في هذه الأيام ( ربطات قمر الدين ) الفاخرة أما من ليس له القدرة على شرائها فهناك نوع آخر أقل سعرا ( قمر الدين فلت ) يمكن بيعه مجزأ بربع ليرة أو أكثر 0 والحلاوة الشامية ( هشام الحلواني – والحلبية المهروسة ) والهريسة السراقبية ( النمورة ) وتمتلئ المحال بأصناف التمور تباع بالقفة ( التي يصل وزنها إلى ثلاثين كيلو غرام والسعر لا يتجاوز الخمس ليرات سورية للقفة الواحدة ، أما العجوة فهي للميسورين فالكيلو غرام الواحد قد يصل سعره لليرة سورية
وعندما تبدأ الشمس بوداع السفح الغربي لجبل الزاوية حيث قدر للمعرة أن تكون ، كنا نتجهز بما توفر لدينا من بعض الأطعمة إلى المنطقة التي يتربع فيها خزان الماء ( الحاووظ ) ننتظر ( نجيب ) يرحمه الله ، ليقوم بإطلاق مدفع رمضان 0 أسطوانة من المعدن بطول متر تقريباً يحملها بيده وفي اليد الأخرى القذيفة التي تعلن بدويها انتهاء يوم الصوم وبدء الإفطار 0
أعيننا باتجاه مئذنة المسجد الجامع الكبير ترصدها لتنار اللمبة العليا لتأذن له بإشعال القذيفة ، مع ارتفاع صوت المؤذن الله أكبر الله أكبر
ويتبعثر الجمع من أطفال وحتى الشباب بسرعة قياسية كلٍ تجاه بيته ، تنتظره مائدة الإفطار بما قسم الله من طعام ، صنف رئيس وصنف رديف ( البرغل وفي بعض الأحيان الرز ) مع الفاصوليا الخضراء مثلا ، لحم بالعجين ( صفايح ) ، كبة بأشكالها ، ثمبوسك ، ششبرك ، مع الكبة النية (التي تصنع باليد غالبا) ، ( اللبن الرائب ) مرق المخللات إن وجد ، السوس ، الدبس 0000
يبدأ الطعام سريعا لينتهي سريعاً لتسمع أصوات المسحرين من الأطفال بعد الإفطار وحتى قبيل صلاة العشاء وهو الوقت المسموح به للأطفال بالتجوال 0
لنسمع أهازيج أناشيد سمِّها ما شئت :
لُولا مُعاذ أوعمرو ( ويسمون أصغر الأولاد سناً لزيادة التأثير في أهل البيت طمعاً بما سيحصلون عليه ) ماجينا ماجينا يحل الكيس ويعطينا يعطينا مصيرية مصيرية علحجاج حجيجية حجيجية 0
ياطالع علميدنة علميدنة
طلعوا علوا علوا
شوفو أشوفيا فيا
فيا عبد الله يقرا كلاما الله
صيني على صيني والرب يعطيني
يعطيني مصيرية مصيرية علحجيج حجيجية حجيجية
وحليبة الصابرة تحلب وتعطيني
وينهون كلامهم بـ
الحمامة على القبة بتعطونا إلا بنكب الكبة
الحمامة على السطوح
بتعطونا إلا منروح
وعندما يحصل الأطفال على العطاء مال أو تمر أو 000
يرددون ليفي على ليفي صاحبة الدار انضيفي
وإلا فهناك فصيغة توصف وتسيء بها سيدة الدار حصراً وانتقاما منها على عدم العطاء
ويقترض من نودي بإسمه أن يخرج مع والده ليعطي الأطفال ما يسرهم وغالبا ما يخرج لمشاركتهم
النوم بعد صلاة التراويح أمر عام باستثناء بعض كبار السن ممن اعتاد السهر في مقهى المعرة الرئيسي وهو الآن مقراً لمصرف التسليف الشعبي وآخرون من الشباب وكبار السن يتوجهون للقهوة المعلقة للعلب بالورق أو سماع سيرة عنترة أوغيرها
وينتهي اليوم الأول من شهر رمضان ليبدأ يوم جديدٌ على صوت مسحر الحي ولازلت أذكره نعم ( صطفوف ) يرحمه الله بطبلته يوقظ أهل الحي للسحور بأناة وصبر ينتظر صوتا من البيت أو بصيص الضوء لينتقل إلى بيت آخر
الموضوع مأخوذ عن الأستاذ هشام كرامي الغني عن التعريف
وإن توجهت بالحديث عن مساجد المعرة فهي كثيرة وما يهمني هنا أن الجمعة كانت تقام في مسجدين فقط الأول المسجد الجامع الكبير وخطيبه شيخ المعرة وعالمها الشيخ أحمد الحضري يرحمه الله تعالى والثاني مسجد يوشع ابن نون وخطيبه الشيخ أديب السمنة ( الأمنة ) 77 هـ
والحقيقة أن الخبرة في معرفة منازل القمر حينها محدودة جداً فلو سألت أحدهم أين يمكن أن يشاهد القمر ستحصل على مجموعة إجابات في معظمها غير صحيحة إلا عند من توارث الخبرة أمثال بعض الأجلاء كرائد صيانة الساعات في المعرة السيد مأمون الجندي والشيخ أديب الحميدة ذلك المثقف الثقافة العالية والذاتية وإن غفل عنه الكثيرون ، ومن ثم يبقى المعول الوحيد سماع الخبر من الإذاعة الرسمية من أجهزة المذياع الكهربائية لتعلن ثبوت الشهر ثم ليتأكد الخبر من خلال مئذنة المسجد الجامع الكبير ، تؤكده طلقات مدفع رمضان ، وقد عرفته المعرة في الربع الأخير من القرن الثالث عشر الهجري بعد أن شاع استخدامه في مدينة حلب
ويبدأ الصوم فهل من تغيير على السلوك العام للناس ، سوق المعرة يبدأ من بعد صلاة الفجر ، وأصوات العربات التي تجرها البغال ( بغلان لكل عربة ) والشوارع القديمة المرصوفة بالبلاط الحجري تزيد من قرقعة العجلات لتوقظ من قد أخذه النعاس ، يمتلكها ذوي الحالة الميسورة من أهلنا في الريف تصل محملة في هذه الأيام بالجبس ( البطيخ الأحمر ) وبقايا البطيخ الأصفر ، الذي يعوضه البطيخ القادم من الروج ، والعنب ولا سيما ( الفوعي ) العالي الجودة اللذيذ الطعم ، إضافة للقرع وبقايا الخيار والبندورة، تباع هذه الخضار بالمزاد جملة ومن ثم بالمفرق والأسعار في غالبها لا تتجاوز العشرة قروش ولربما تناقص سعرها في رمضان عن حالها قبل حلول الشهر الكريم وهو أمر كان متعاداً 0
وساحة البيع لا تتجاوز المحلات المجاورة لطاحون المعرة بعشرين متراُ شرقا وغربا وكذلك المقابلة
في الساعة الرابعة مساءً قد يخلو سوق المعرة من المارة لتعود إليه الحياة قبيل المغرب للحصول على قطعة ثلج بحسب الحاجة فقطعة لا يتجاوز طولها 10سم بعشرة قروش تقطع بالساطور ، أو شراء خبز رمضان بلونه الأحمر مع حبة البركة 0
الأطفال في سننا يتجهون إلى معمل الحلاوة في وسط السوق للحصول على ألواح من الحلاوة السمسمية ، ويحتاج الأمر هنا إلى خمس وعشرين قرشا ، وبالتالي لن تستطيع الشراء يومياً، وما يميز المتاجر في هذه الأيام ( ربطات قمر الدين ) الفاخرة أما من ليس له القدرة على شرائها فهناك نوع آخر أقل سعرا ( قمر الدين فلت ) يمكن بيعه مجزأ بربع ليرة أو أكثر 0 والحلاوة الشامية ( هشام الحلواني – والحلبية المهروسة ) والهريسة السراقبية ( النمورة ) وتمتلئ المحال بأصناف التمور تباع بالقفة ( التي يصل وزنها إلى ثلاثين كيلو غرام والسعر لا يتجاوز الخمس ليرات سورية للقفة الواحدة ، أما العجوة فهي للميسورين فالكيلو غرام الواحد قد يصل سعره لليرة سورية
وعندما تبدأ الشمس بوداع السفح الغربي لجبل الزاوية حيث قدر للمعرة أن تكون ، كنا نتجهز بما توفر لدينا من بعض الأطعمة إلى المنطقة التي يتربع فيها خزان الماء ( الحاووظ ) ننتظر ( نجيب ) يرحمه الله ، ليقوم بإطلاق مدفع رمضان 0 أسطوانة من المعدن بطول متر تقريباً يحملها بيده وفي اليد الأخرى القذيفة التي تعلن بدويها انتهاء يوم الصوم وبدء الإفطار 0
أعيننا باتجاه مئذنة المسجد الجامع الكبير ترصدها لتنار اللمبة العليا لتأذن له بإشعال القذيفة ، مع ارتفاع صوت المؤذن الله أكبر الله أكبر
ويتبعثر الجمع من أطفال وحتى الشباب بسرعة قياسية كلٍ تجاه بيته ، تنتظره مائدة الإفطار بما قسم الله من طعام ، صنف رئيس وصنف رديف ( البرغل وفي بعض الأحيان الرز ) مع الفاصوليا الخضراء مثلا ، لحم بالعجين ( صفايح ) ، كبة بأشكالها ، ثمبوسك ، ششبرك ، مع الكبة النية (التي تصنع باليد غالبا) ، ( اللبن الرائب ) مرق المخللات إن وجد ، السوس ، الدبس 0000
يبدأ الطعام سريعا لينتهي سريعاً لتسمع أصوات المسحرين من الأطفال بعد الإفطار وحتى قبيل صلاة العشاء وهو الوقت المسموح به للأطفال بالتجوال 0
لنسمع أهازيج أناشيد سمِّها ما شئت :
لُولا مُعاذ أوعمرو ( ويسمون أصغر الأولاد سناً لزيادة التأثير في أهل البيت طمعاً بما سيحصلون عليه ) ماجينا ماجينا يحل الكيس ويعطينا يعطينا مصيرية مصيرية علحجاج حجيجية حجيجية 0
ياطالع علميدنة علميدنة
طلعوا علوا علوا
شوفو أشوفيا فيا
فيا عبد الله يقرا كلاما الله
صيني على صيني والرب يعطيني
يعطيني مصيرية مصيرية علحجيج حجيجية حجيجية
وحليبة الصابرة تحلب وتعطيني
وينهون كلامهم بـ
الحمامة على القبة بتعطونا إلا بنكب الكبة
الحمامة على السطوح
بتعطونا إلا منروح
وعندما يحصل الأطفال على العطاء مال أو تمر أو 000
يرددون ليفي على ليفي صاحبة الدار انضيفي
وإلا فهناك فصيغة توصف وتسيء بها سيدة الدار حصراً وانتقاما منها على عدم العطاء
ويقترض من نودي بإسمه أن يخرج مع والده ليعطي الأطفال ما يسرهم وغالبا ما يخرج لمشاركتهم
النوم بعد صلاة التراويح أمر عام باستثناء بعض كبار السن ممن اعتاد السهر في مقهى المعرة الرئيسي وهو الآن مقراً لمصرف التسليف الشعبي وآخرون من الشباب وكبار السن يتوجهون للقهوة المعلقة للعلب بالورق أو سماع سيرة عنترة أوغيرها
وينتهي اليوم الأول من شهر رمضان ليبدأ يوم جديدٌ على صوت مسحر الحي ولازلت أذكره نعم ( صطفوف ) يرحمه الله بطبلته يوقظ أهل الحي للسحور بأناة وصبر ينتظر صوتا من البيت أو بصيص الضوء لينتقل إلى بيت آخر
الموضوع مأخوذ عن الأستاذ هشام كرامي الغني عن التعريف
morad- المدير العام
-
العمر : 42
البلد : سورية الأسد
عدد المشاركات : 640
تاريخ التسجيل : 18/07/2009
الأوسمة الممنوحة :
رد: رمضان المعرة في آب عام 1959
لأي استفسار عن هذا الموضوع مراسلتي والإطلاع على الموضوع كاملاً بعد يوم
على موقع eIdleb مع الصور للجميع
على موقع eIdleb مع الصور للجميع
morad- المدير العام
-
العمر : 42
البلد : سورية الأسد
عدد المشاركات : 640
تاريخ التسجيل : 18/07/2009
الأوسمة الممنوحة :
مشاء الله
ماشاء الله تبارك الله
شرح كامل بارك الله بك وجزيت خيرا
ولكن الرائع هو
حجيجيه حجيجيه
مشكووووووووووووووووووووووووور
هههههههههههههههههههههههه
تقبل مروري
رد: رمضان المعرة في آب عام 1959
مشكور مراد
بارك الله فيك
بارك الله فيك
MADREGAl- عضو مبتدأ
-
العمر : 31
البلد : {سورية الأسد}
عدد المشاركات : 392
تاريخ التسجيل : 29/10/2009
رد: رمضان المعرة في آب عام 1959
بارك الله بك عنجد موضوع مميز
bishralwan94- عضو مبتدأ
-
العمر : 30
البلد : maarra.net
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : هادئ
عدد المشاركات : 166
تاريخ التسجيل : 22/09/2008
رد: رمضان المعرة في آب عام 1959
الأخ العزيز مراد
لقد جدد الموضوع أخانا العزيز بشار
وقمت بقراءته ولم أشبع منه ولا من طياته الجميله
ولكن عنجد له رونقه الجميل رمضان في السابق والآن أيضا له رونقه ولاكن في السابق أجمل لأنه مضى ونستطيع أيضا ايصال رمضان الى ماكان عليه في السابق
بالاخلاق الجميله ومواصلة الفقير ومتابعة المحتاج وعزومات رمضان التي لاتنتهي
أشكرك مره أخرى وجزيت كل خير
لقد جدد الموضوع أخانا العزيز بشار
وقمت بقراءته ولم أشبع منه ولا من طياته الجميله
ولكن عنجد له رونقه الجميل رمضان في السابق والآن أيضا له رونقه ولاكن في السابق أجمل لأنه مضى ونستطيع أيضا ايصال رمضان الى ماكان عليه في السابق
بالاخلاق الجميله ومواصلة الفقير ومتابعة المحتاج وعزومات رمضان التي لاتنتهي
أشكرك مره أخرى وجزيت كل خير
مواضيع مماثلة
» شعيبيات المعرة
» من أعراس المعرة
» مدفع رمضان والعيد من "القاهرة" و"بيروت" إلى "المعرة"
» مسجات تهنئه رمضان رسائل رمضان
» المعرة عبر التاريخ
» من أعراس المعرة
» مدفع رمضان والعيد من "القاهرة" و"بيروت" إلى "المعرة"
» مسجات تهنئه رمضان رسائل رمضان
» المعرة عبر التاريخ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى