بيوت المعرة القديمة تراث لا ينسى

في "معرة النعمان" وأنت تسير في الشوارع الحديثة من "شارع الكورنيش" الذي يتوسطه "الجامع الكبير" ومنارته الشاهقة إلى "شارع أبي العلاء المعري" وإلى الشرق منه حتى تصل خان "مراد باشا" أو "متحف المعرة" اليوم ستبهرك بيوتاً مرتفعة تزدان بالزخارف من باب البيت إلى قمته.

ففي الحي القديم جنوبي "معرة النعمان" يقع منزل يعرفه جميع سكان "المعرة" إنه منزل "السيد يوسف" الأثري. موقع eIdleb بتاريخ 11/2/2009 التقى مديرمتحف "معرة النعمان" السيد "أحمد الغريب" ليحدثنا عن هذا المنزل وعن تاريخه فبدأ بالقول: «منزل "السيد يوسف" يتربع على مساحة من الأرض قدرها حوالي عشرين دونماً. وقد أنشأ المنزل تاجر قدُمَ من العراق يدعى السيد "يوسف الحلبي" ويعود تاريخ إنشاؤه إلى العهد قبيل العثماني (العهد الوسيط)».

وأضاف السيد "أحمد": «مدخل المنزل دهليزي متعرج كما هي معظم المنازل الشرقية القديمة وذلك خوفاً من أن تنكشف النساء للخارج، ويؤدي الدهليز إلى فسحة مكشوفة مفروشة ببلاط كلسي مصقول تتموضع في وسطه بحرة وحول محيطها زُرعت أشجار والليمون والبرتقال.

ومن الجهة الشمالية للفسحة يتصدر المنزل (الإيوان) وهو عبارة عن قوس من النوع الفارسي معقود ومصلب ولهذا الإيوان مصطبة مرتفعة عن سطح البيت، وفي زاوية الفسحة السماوية يوجد بئر للشرب والوضوء، وتعلو الدار (المضافة) وهي قاعة رائعة من حيث التكوين المعماري للزخارف وفتحات التهوية. وقد جرت العادة عمل كُتبيات في الجدران لإستغلال سماكتها وتُستخدم هذه (الكُتبيات) لوضع الأدوات والكتب. أما الأسقف مقببة عالية صنعت من حجارة كلسية متوسطة الحجم و مصقولة تتميز بسماكتها».

ويتابع مدير المتحف بالقول: «يحوي المنزل على مكان لربط الخيل تم تغيير معالمه وغرف سفلية متصلة ببعضها بابها حجري أسود عليه رسوم ونقوش رومانية. ويقال أنه تم بناء الأبنية الضخمة في "المعرة" من حجارة كبيرة تعود إلى الفترة الرومانية 64 ق.م».

منزل "السيد يوسف" هو الآن مجموعة من الدور كانت كلها دار واحدة، وقد غير ساكنوها المتلاحقون معالمها فأقاموا الجدران بينها وحطموا أدراجها وتعطل فيها الكثير من المرافق كمربط الخيل والحمَام.

أما فيما يتعلق بتشابه البناء في "المعرة" يضيف السيد "أحمد": «دور المعرة القديمة تتماثل مع هذه الدار في تكوينها مع إختلاف قليل في أحجام مكوناتها الأساسية. حيث تتشابه "المعرة" بمنازلها القديمة مع المنزل الشامي ككل إبتداءً بالحي الضيق ومدخل البيت الدهليزي وإنتهاءً بالإيوان الذي تتوزع على جانبه غرف الإستقبال ثم وجود طابق علوي للمنزل يتألف من غرف كبيرة ومروراً بالفسحة السماوية وسط المنزل وما يزينها من أشجار».

ومن البيوت الأثرية المتبقية إلى جانب منزل "السيد يوسف"، منزل "حكمت الحراكي" وهو أحد أعيان "المعرة" المعروفين في السابق وأيضاً يقع في الحي الجنوبي. ومنزل "آل المعمار" و"آل الجندي" في الحي الشمالي، وكذلك بيوت "آل العظم" من الجهة الشمالية الغربية للمعرة.

الموضوع مأخوذ من موقع esyria صفحة إدلب

[/b][/right]