كفروما وقربها من معرة النعمان

هي الضاحية الغربية لمعرة النعمان على مسافة "4كم "ويكاد العمران أن يتصل معاً ،وأيها البلدة التاريخية في طليعة المدن الاثرية و التاريخية 0
تتوضع معالمها الاثرية ضمن حدود أراضيها المتسعة نحو ثمانين كيلو متراً مربعاً و كجارتها حاس غربيها بالنسبة لارضيها التي شطرها الشمالي جبلي والشطر الجنوبي سهول خصبة زراعية وكروم زيتون وفستق، ومن جودة أراضيها استقطبت السكان وتوزعت في ست قرى أثرية تاريخية: كفروما، سياث، حناك، ترللا، وتل الخوري في الجنوب وفي الشمال دردورين"دير دورين".
واستمرت الحياة في كفروما دونما الأخرى منذ القرن الأول الميلادي. وفي الإسم هنا تيد والعلاقة السريانية، كما أن في نسّبتها" الروم" التي تعني الرّام وهو المجمع المائي والخزان الكبير الاصطناعي الذي يندر وجود أمثاله، كائن بطرف قرية كفروما إلى الشمال، وقد أحدثه الأقدمون حفراً ونقراً في الصخر وأكملت أطرافه بالحجارة الكبيرة الكلسية، يحتوي بعضها على نصوص باليونانية ـ ذلك النهر العضلي ـ ليملأه، ثم يناسب الهرماس نحو الشرق مروراً بالمعرة ومنتهياً أخيراً بأراضي المطخ، حيث ينتهي معه فيها نهر قويق.
وكان بجانب الرّام جسر حجري ذو أربع قناطر يعبر منه السكان ومواشيهم أثناء فيضان النهر شتاءً وكان يُنخذ الرّام مذبحاً القرابين والضحايا في الحفلات الجنائزية، بحث تنتشر المدافن والقبور على الهضبة الصخرية التي تلي وادي الهرماس من الشمال ـ وتختلف المدافن والقبور نوعاً وكمّاً وهي محدثة في الصخر، ووثقت بنصوص يونانية ورموز دينية باللون الأحمر، وجعلت القبور إفرادية بغطاء سنامي ونقر في الصخر، ويتوسط المدافن بقمة الهضبة عمود كنصب وصفه الآثاريون قديماً بعمود حدود يفصل بين منطقتين اداريتين، أفاميا وانطاكية، ويسمى الموقع هنا" رأس العمود" نسبة إليه وتكثر فيه أيضاً المقاطع الحجرية المستخدمة في عمران المدينة. وهناك في الطرف الجنوبي من القرية أطلال معبد وثني هام جداً، لم يبق منه سوى بعض من حجارة اسسه الضخمة. وهو معبد" تيمينوس" ، وهذا ما حول القلعة في القرون الوسطى وقام بهدمها" عبد الله بن طاهر" سنة 824 م أما بوسط البلدة فكان بناء كاتدرائية كبرى، وقد حولت إلى مسجد بالفتح الإسلامي، ولاتزال معالم كثيرة من بناء الكنيسة في جداريها الغربي والجنوبي بادية والأعمدة المستديرة وتيجانها الكورانثية الفنية جداً يندر أمثالها إلا في تيجان قصر إبن وردان.
ويبدو أن البناء قد تعرض للهدم إبّان الغزو الصليبي من قبل بعد" بودْوان" فأعيد بناؤه بتحوير السقف السنامي إلى عقود مصّلبة ارتكزت على الجدران، وعلى الأعمدة المتوجة بالوسط وكان ذلك في أواخر العهد الأيوبي، حيث أشير إلى ذلك بنص بالعربية فوق المحراب نصها:
1ـ المبتدأ في عمارة هذا المكان المبارك
2ـ نهار الأحد في شهر شوال سنة ستمائة
3ـ وثمانون. لاإله إلا الله محمد رسول الله
وهناك طريق للشمال من القرية لسير عربات الجر، وهو يربط البلدة بالطريق القديمة والآتي من المعرة ذاهباً للغرب إلى سرجيلا والبارة مروراً ببلدة دردورين من قبلهما. أما البيوت السكنية الحديثة في كفروما فقد أقيمت بين أطلال المساكن القديمة، وتكثر في بلدة كفروما المزارات من العصر المملوكي، أمثال الشيخ قاسم بن جنيد والشيخ علي الشيخ محمد وغيرها لاتزال موضع اعتبار من قبل السكان؛ يعضها أزيل.
ولقد كانت بلدة كفروما وقفاً على مسجد الخليل ابراهيم عليه الصلاة والسلام، وفي مدينة الخليل بفلسطين ومنذ عهد مضى وهي تعرف بقرية خليل الرحمن،منذ أوائل العهد العثماني.
أهم المواقع الأثرية ضمن بلدة كفروما:
ـ المسجد الجامع: يقع بمنتصف القرية ولابزال جدرانه الأثرية من حجارة كلسية كبيرة الحجم مرتفعة إلى السطح وإن الواجهة الصدرية من الجنوب هي مبنية من جدارين معاً، الجدار الخارجي من أصل بناء الكنيسة، والداخلي وفيه المحراب منذ تحويل البناء يرتكز عليه العقد المصلّب لغرفه العشر مع الأعمدة المستديرة الوسطية ذات التيجان الكورانثية من حطتين، وتؤرخ مرحلة ترميمة للسقف الكتابة التي تعلو محرابه بعام" 680 هجرية".
ونظراً لضيقه بالمصلين فقد عمد السكان إلى إضافة ملحق من الشرق والشمال، دونما المساس بالقسم الداخلي.
ـ المعبد" تيمينوس": بقي من البناء أطلال من جداريه الجنوبي والغربي، وللأسف فقد رافقها العمران الحديث من جوانبه،وقد تعرّض للهدم بعام"209 هـ ـ 824 م" من قبل عبد الله بن طاهر. عامل المأمون كما يذكر" إبن العديم" في زبدة الحلب،ومرة ثانية بعام"393هـ ـ1002م"
من قبل لؤلؤة السيفي،كما في المصدر السابق، وكان قد استولى على الحصن" بغدوين بعام 513هـ ـ 119م" وقتل من فيه من الرجال. وهناك بعض الجدران الأثرية ضمن منازل البلدة لاتزال شاهدة على حضارة هامة على العمق التاريخي لهذه البلدة. ومن أهم أعلام كفروما الأستاذ الباحث الآثاري
باشراف الأستاذ ا. أحمد الغريب

مشكور عبدو
جاري النقل إلى قسم معرة النعمان العام

انتو الغالينين

معلومات قيمة جداً
كمان يا غالي

أشكرك استاذ مراد وهذا من زوقك