الترغيب والترهيب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الترغيب والترهيب
شرح الحديث الشريف : الترغيب والترهيب للإمام المنذري ـ كتاب الإخلاص : الترغيب في الإخلاص والصدق والنية الصالحة ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
السنة هي الأصل الثاني لهذا الدين العظيم :
أيها الأخوة الكرام ، من كتب الحديث المعتمدة الترغيب والترهيب ، ولهذا الكتاب اختصارات كثيرة ، وتهذيبات كثيرة ، من بين هذه التهذيبات تهذيب الترغيب والترهيب لحبيب الرحمن الأعظمي .
اخترت هذا الكتاب لندرس أحاديثه حديثاً حديثاً ، فالسنة كما تعلمون الأصل الثاني لهذا الدين العظيم ، كتاب الإخلاص ، الترغيب في الإخلاص .
الأمة أربعة نفر :
1 ـ رجل آتاه الله مالاً وعلماً :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( مثل هذه الأمة كأربعة نفر ، رجل آتاه الله مالاً وعلماً ، فهو يعمل بعلمه في ماله ، فينفقه في حقه )) .
[ أخرجه الترمذي وصححه ، وأحمد وابن ماجه واللفظ له عن أبي كبشة الأنماري] .
أي يكسبه من طريق مشروع ، وينفقه في الوجه المشروع ، هو عالم وغني ينفق المال وفق ما أراد الله ، ويكسبه من الطرق التي سمح الله بها .
2 ـ و رجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً :
(( ورجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً ، فهو يقول : لو كان لي مثل هذا لعملت فيه مثل الذي يعمل ، قال عليه الصلاة والسلام : فهما في الأجر سواء )) .
[ أخرجه الترمذي وصححه ، وأحمد وابن ماجه واللفظ له عن أبي كبشة الأنماري] .
أن تتمنى أن تعمل عملاً صالحاً ، صادقاً ، مخلصاً ، هذه النية الطيبة كأنك فعلت هذا العمل ، رجل آتاه الله علماً ، ولم تؤته مالاً ، يقول :
(( لو كان لي مثل هذا لعملت فيه مثل الذي يعمل )) .
ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم : " لو كان لي مثل أُحد ذهباً لأنفقته في ثلاثة أيام في سبيل الله" .
أحياناً كثيرة تنوي أن تعمل عملاً طيباً لا يتاح لك أن تعمله ، يجب أن تتأكد أن الله كتب لك هذا العمل ، عملته أو لم تعمله ، هذا فقط عند الله ، أما عند الناس لا يمكن أن تأخذ ثمن شيء إلا إذا قدمته ، يكفي أن أقول لكم : لو وضعت قدمك في أول طريق الإيمان وجاءت المنية كأنك وصلت إلى آخره .
زيد الخير تمنى أن يغزو الروم ، بين إسلامه وبين موته أقل من يومين ، يقول له النبي الكريم : لله ذرك أي رجل أنت ؟ ما وصف لي رجل فرأيته إلا رأيته دون ما وصف إلا أنت يا زيد ، فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله ، الأناة والصمت .
3 ـ و رجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً :
الرجل ثالث :
(( ورجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً ، فهو يخبط في ماله ، ينفقه في غير حقه )) .
[ أخرجه الترمذي وصححه ، وأحمد وابن ماجه واللفظ له عن أبي كبشة الأنماري] .
والمال من دون علم خطر جداً ، لأنه يزيد العاصي معصية .
للإمام الشافعي كلمة أعجبتني ، قال : " السفر يزيد التقي تقى ، والفاجر فجوراً ".
إذا سافر إنسان تقي فيلتقي بالعلماء ، يتسع أفقه ، يتعلم منهم ، يطلع على نشاطات لا يعرفها هو ، يزداد علمه ، ويزداد أفقه اتساعاً ، وتزداد معرفته ، وقد يعطي ، وقد يأخذ ، يعطي ، ويأخذ ، فالسفر زاده تقى ، وزاده علماً .
بل إن الإمام الشافعي يقول : " من لم يعهد منه سفر لم يعهد منه علم " .
الإنسان إذا سافر يرى موقعه الحقيقي من بين المواقع الأخرى ، يرى وضع بلده من بين البلاد الأخرى ، يقتبس ، يعطي ، ويأخذ ، قال : " والسفر أيضاً يزيد الفاجر فجوراً " ببلده يوجد رقابة ، بينما في السفر لا يوجد رقابة ، لو فعل شيئاً منكراً في بلده شوهت سمعته، أما هناك لا أحد يعرفه ، فالسفر يزيد التقي تقى ، والفاجر فجوراً ، قال :
(( هذا ينفق ماله فهو يخبط في ماله )) .
معنى يخبط أي يتصرف فيه تصرف الأحمق ، ينفقه في الباطل ، من صفات أهل الدنيا أنهم ينفقون الألوف المؤلفة ، بل والملايين المملينة ـ إن صحّ التعبير ـ على شهواتهم، أما إذا دعوا إلى عمل صالح أحجموا ، إن أمسكوه أمسكوه بخلاً وتقتيراً ، وإن أنفقوه أنفقوه إسرافاً وتبذيراً .
4 ـ ورجل لم يؤته الله علماً ولا مالاً :
(( قال : فهو يخبط في ماله ينفقه في غير حقه ، ورجل لم يؤته الله علماً ، ولا مالاً ، فهو يقول : لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل ، قال : فهم في الوزر سواء )) .
[ أخرجه الترمذي وصححه ، وأحمد وابن ماجه واللفظ له عن أبي كبشة الأنماري] .
لا علم ولا مال ، لكنه يتمنى أن يعمل كما يعمل هذا الفاسق ، قال : فهم في الوزر سواء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
السنة هي الأصل الثاني لهذا الدين العظيم :
أيها الأخوة الكرام ، من كتب الحديث المعتمدة الترغيب والترهيب ، ولهذا الكتاب اختصارات كثيرة ، وتهذيبات كثيرة ، من بين هذه التهذيبات تهذيب الترغيب والترهيب لحبيب الرحمن الأعظمي .
اخترت هذا الكتاب لندرس أحاديثه حديثاً حديثاً ، فالسنة كما تعلمون الأصل الثاني لهذا الدين العظيم ، كتاب الإخلاص ، الترغيب في الإخلاص .
الأمة أربعة نفر :
1 ـ رجل آتاه الله مالاً وعلماً :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( مثل هذه الأمة كأربعة نفر ، رجل آتاه الله مالاً وعلماً ، فهو يعمل بعلمه في ماله ، فينفقه في حقه )) .
[ أخرجه الترمذي وصححه ، وأحمد وابن ماجه واللفظ له عن أبي كبشة الأنماري] .
أي يكسبه من طريق مشروع ، وينفقه في الوجه المشروع ، هو عالم وغني ينفق المال وفق ما أراد الله ، ويكسبه من الطرق التي سمح الله بها .
2 ـ و رجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً :
(( ورجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً ، فهو يقول : لو كان لي مثل هذا لعملت فيه مثل الذي يعمل ، قال عليه الصلاة والسلام : فهما في الأجر سواء )) .
[ أخرجه الترمذي وصححه ، وأحمد وابن ماجه واللفظ له عن أبي كبشة الأنماري] .
أن تتمنى أن تعمل عملاً صالحاً ، صادقاً ، مخلصاً ، هذه النية الطيبة كأنك فعلت هذا العمل ، رجل آتاه الله علماً ، ولم تؤته مالاً ، يقول :
(( لو كان لي مثل هذا لعملت فيه مثل الذي يعمل )) .
ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم : " لو كان لي مثل أُحد ذهباً لأنفقته في ثلاثة أيام في سبيل الله" .
أحياناً كثيرة تنوي أن تعمل عملاً طيباً لا يتاح لك أن تعمله ، يجب أن تتأكد أن الله كتب لك هذا العمل ، عملته أو لم تعمله ، هذا فقط عند الله ، أما عند الناس لا يمكن أن تأخذ ثمن شيء إلا إذا قدمته ، يكفي أن أقول لكم : لو وضعت قدمك في أول طريق الإيمان وجاءت المنية كأنك وصلت إلى آخره .
زيد الخير تمنى أن يغزو الروم ، بين إسلامه وبين موته أقل من يومين ، يقول له النبي الكريم : لله ذرك أي رجل أنت ؟ ما وصف لي رجل فرأيته إلا رأيته دون ما وصف إلا أنت يا زيد ، فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله ، الأناة والصمت .
3 ـ و رجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً :
الرجل ثالث :
(( ورجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً ، فهو يخبط في ماله ، ينفقه في غير حقه )) .
[ أخرجه الترمذي وصححه ، وأحمد وابن ماجه واللفظ له عن أبي كبشة الأنماري] .
والمال من دون علم خطر جداً ، لأنه يزيد العاصي معصية .
للإمام الشافعي كلمة أعجبتني ، قال : " السفر يزيد التقي تقى ، والفاجر فجوراً ".
إذا سافر إنسان تقي فيلتقي بالعلماء ، يتسع أفقه ، يتعلم منهم ، يطلع على نشاطات لا يعرفها هو ، يزداد علمه ، ويزداد أفقه اتساعاً ، وتزداد معرفته ، وقد يعطي ، وقد يأخذ ، يعطي ، ويأخذ ، فالسفر زاده تقى ، وزاده علماً .
بل إن الإمام الشافعي يقول : " من لم يعهد منه سفر لم يعهد منه علم " .
الإنسان إذا سافر يرى موقعه الحقيقي من بين المواقع الأخرى ، يرى وضع بلده من بين البلاد الأخرى ، يقتبس ، يعطي ، ويأخذ ، قال : " والسفر أيضاً يزيد الفاجر فجوراً " ببلده يوجد رقابة ، بينما في السفر لا يوجد رقابة ، لو فعل شيئاً منكراً في بلده شوهت سمعته، أما هناك لا أحد يعرفه ، فالسفر يزيد التقي تقى ، والفاجر فجوراً ، قال :
(( هذا ينفق ماله فهو يخبط في ماله )) .
معنى يخبط أي يتصرف فيه تصرف الأحمق ، ينفقه في الباطل ، من صفات أهل الدنيا أنهم ينفقون الألوف المؤلفة ، بل والملايين المملينة ـ إن صحّ التعبير ـ على شهواتهم، أما إذا دعوا إلى عمل صالح أحجموا ، إن أمسكوه أمسكوه بخلاً وتقتيراً ، وإن أنفقوه أنفقوه إسرافاً وتبذيراً .
4 ـ ورجل لم يؤته الله علماً ولا مالاً :
(( قال : فهو يخبط في ماله ينفقه في غير حقه ، ورجل لم يؤته الله علماً ، ولا مالاً ، فهو يقول : لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل ، قال : فهم في الوزر سواء )) .
[ أخرجه الترمذي وصححه ، وأحمد وابن ماجه واللفظ له عن أبي كبشة الأنماري] .
لا علم ولا مال ، لكنه يتمنى أن يعمل كما يعمل هذا الفاسق ، قال : فهم في الوزر سواء
محمد عيد- عضو مبتدأ
-
العمر : 30
البلد : سورية
العمل/الترفيه : شطرنج
المزاج : مكيف
عدد المشاركات : 429
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى