معرة النعمان عبر التاريخ

معرة النعمان عبر التاريخ

تعتبر معرة النعمان كجاراتها من المدن السورية التي عرفت العهود القديمة ومع تعاقب الأزمنة توسعت وامتدت وأضحت من أبرز محطات القوافل العابرة من جنوب الشام إلى شماليها ومن بحرها إلى باديتها وأن الآثار التي تتوزع حناياها خير شاهد على قدمها وشأنها وخطرها فقد شهدت عهود الفراعنة والآشوريين واليونان والفرس والرومان والبيزنطيين...ولكن المصادر التاريخية العربية والغربية لاتحفل بالكثير.
وفي عام(418هـ - 1027م) حاصرها صالح بن مرداس زعيم بني كلاب ونصب حولها المجانيق وضيق الخناق عليها واعتقل سبعين رجلا من شيوخها وأعيانها في محبس الحصن ولم يطلق سراحهم ويرحل عن المعرة لإلا بعد أن توسط أبو العلاء المعري لديه .وفي عام(457هـ - 1064م) أقطعت إلى الملك هارون بن خان ملك الترك ثم عاش بها السلاجقة وأفسدوا فيها بشكل كثير وفظيع ثم كان غزو الصليبيين لها بقيادة الكونت ريموند في عام(492هـ - 1098م) بعد فتحهم انطاكية فوجدوا من أهلها مقاومة غير متوقعة ...ووصلت النجدات إلى الصليبيين وعمد كونت تولوز إلى بناء برج خشبي أعلى من أبراج البلد وأسنده إلى سورها حتى لصق به فكشفه وأسند السلالم إلى السور فصعده رجاله على حين كانت رسل الصليبيين تتردد إلى المعرة في التماس التقرير والتسليم وإعطاء الأمان.. وكان دخولهم إلى رحابها وما لبسوا أن نكثوا بعهدهم قتلوا خلقا كثيرا قدره المؤرخون بمائة ألف إنسان ونهبوا كل ما وصلت إليه أيديهم من أموالهم وأمتعتهم..وطفقت المعرة تصير إلى المسلمين مرة وإلى الفاتحة مرة أخرى حتى آلت في عام(531هـ - 1137م)إلى عماد الدين الزنكي فنقض أسوارها كلها ولم تعد كما كانت لكنه رد على أهلها أملاكهم فعادوا إليها وسكنوها وعمرت المدينة عمارة حسنة.
وازدهرت المعرة في عهد نور الدين محمود الزنكي(1148ـ1173م) فبلغ خراجها نحو سبعة آلاف دينار ونهض في وسطها جامعها الكبير بمنارته المربعة الرائعة. وظلت محطة هامة لحماة نحو الشمال وكانت كما يقول دوسو:مفتاح حماة. وانتهت المعرة بعد عام(570هـ ـ 1174م) إلى الأيوبين وكان يحكمها الملك المنصور ناصر الدين بن محمد المظفر تقي الدين عمر من قبل السلطان صلاح الدين الأيوبي .
ثم أصبحت بعد وفاة الأخير ميدانا لتنازع أحفاده وأولاده وصارت في عام(626هـ ـ1228م) للملك الأيوبي المظفر محمود بن المنصور صاحب حماة والذي نزلها وبنى قلعتها وشحنها بالسلاح والرجال .
وفي عام(710هـ ـ1310م) صارت حماة ملكا للملك العالم المؤيد أبي الفداء وأضيفت إليه المعرة ثم سلخت عنه وأضيفت إلى حلب وما لبثت أن عادت إليه ثانية ....ويذكر "القلقشندي" في"صبح الأعشى "أن المعرة في ذلك الزمان كانت من مراكز البريد في طريق حلب وكانت مطارا للحمام الزاجل وأبراجها المقررة الآخذة من دمشق
وما يتفرع عنها... وصارت بعد أن أثخنتها الجراح إلى المماليك بعد رحيل التتار عنها وفي عام (1248هـ ـ1832م) استولى عليها ابراهيم باشا المصري ابن محمد علي وأمر بتجنيد الكبار والصغار وتسخير الناس في الأعمال الشاقة ثم ما لبثت ان تعرضت من بعد للإعتداء والنهب من قل جنده إلى أن عادت إلى العثمانيين
في هذه السنة نفسها لترزح تحت نير العذاب والخسف والخراب حتى عام(1337هـ ـ 1918م ) حتى انضوت تحت لواء الحكومة العربية ونعمت كشقيقاتها بالحرية ولكن ذلك العهد لم يطل فدخلتها أرتال الجيش الفرنسي لتقع كغيرها تحت نير الإنتداب الفرنسي وتخضع لنظمه ومظالمه . ولقد شارك أبناء المعرة في مختلف الانتفاضات والثورات ضد المحتل الغاضب وعلى مدى ستة وعشرين عاما حتى أطل صباح الجلاء في السابع عشر من نيسان من عام (1946م) ... واحتفلت مع أخواتها بعيد الجلا والنصر وسارت معها لتسطير صفحة جديدة ناصعة من صفحات الاستقلال الوطني والتقدم نحو السيادة والحرية والمجد.

معرة النعمان بلد العز والكرم


owayse

مشكور