هذيان

من طرف MAX الإثنين 8 ديسمبر 2008 - 23:50

أنا راحل...
عفواً ؟!
يتوجب عليّ الرحيل...
لماذا؟! وإلى أين تظن نفسك راحل؟!
إلى أيما نهاية!
هل أزعجتك بشيء؟! هل أزعجك أحدهم بشيء؟!
-إطلاقاً، أنا مرغم على الرحيل...
-والسبب؟؟!!
-أسباب عدة... أنا سقيم فعلاً
-سقيم؟! لست كذلك، أنت بخير فعلاً!
-بل أنا كذلك...
-ما الذي تعانيه بالله عليك؟!
-لا يمكنني إخبارك، آسف...
-بل يمكنك ذلك!
-أبداً، أعذريني...
-لن ترحل ولست سقيماً!
-أنا مريض، وسأرحل للعلاج!!
-ستفعل؟!
-أجل...
-متى؟!
-في أقرب فرصة...
-إلى أين؟!
-لم يتحدد المكان حتى الان، إني أنتظر إشارةً فقط...
-والموعد؟!
-قلتها سابقاً، في أقرب فرصة!
-لا، لا... لن تفعل!
-سأفعل...
-وستتركني وحدي هنا؟!.. أممم، متى ستعود؟!
-لن أعود!
-ماالذي تهذي به الآن!!!! لن تعود!!!!!
-هو مرض صعب علاجه، قد أفارق الدنيا على الأكثر
-موت؟؟!!!!هل جننت؟!! كفاك هذيانــاً !! هل فقدت عقلك لتقول ماقلت؟
-بل لأنني اتكلم بمنتهى العقلانية
-الا. أنت لن تموت!
-لاأظن ذلك أبداً إن كنت تظنينه فعلا!
-أرجوك كف عن هذا الهراء، كن متفائلا!!
-بحق السماء! لم التفاؤل مادمت أعلم كل العلم أن لامجال للتفاؤل هنا؟
-لم أعرفك متشائماً هكذاَ...
-عشرون سنةٍ كانت كافية لتعلمني كيف يجب أن أواجه الحياة...
-لا، لاتكفي إطلاقا، ولست تواجهها كما يجب...
-لا مجال للتفاؤل سوى في الأحلام وهي ضربٌ من خيال كما تعلمين...
-التفاؤل موجود، ما بالك أنسيت تلك المقولة التي تقول: "تفائلوا بالخير تجدوه" ؟!
-آسف، لم أجد لها مصداقيه في عالمي، ربما وجدها الغير!
-أنت أحمق!
-أنا كذلك، جميع من هم واقعيون هم حمقى في نظركم!
-كلا، تلك ليست بالواقعية مطلقاً!
-من وجهة نظرك...
-لا، بل من وجهة نظر الجميع، من وجهة نظر كل عاقل
-وأعلم بل أقر بكوني مجنوناً
-بحق السماء!!
-رحماك ربي، رحمــاك!!
-والآن! سترحل وتتركني للمجهول ؟!!
-بل سأفتح لك باباً تحيين به حياة جديدة..!!
-جديدة؟!
-مع شخص آخر أفضل مني...
-كفى!! أنت إنسانٌ مثالي لم أجد لك مثيلاً قط، فلا تقلل من شأنك أرجوك!
-مخطئة! لست مثالياً ولا أحب أن أكون كذلك...
-أتعني...؟!
-سأرحل للأبد، أنسي وجودي ولتحيي حياتك الجديدة بسلام!
-أنت تهذي!! كيف لي العيش من دونك؟!!
-سهل جداً وستفعلينه!
-لا لن أفعل، وستعود رغما عن أنفك!!
-أنا حرٌ في تصرفاتي دوماً سوى كون المرض قد إجتاحني عنوة!!
-لو كنت حراً لعدت، وهذا إن كنت تحبني فعلاً ...
-لن أعود لأني أحبك فعلاً..!!
-كيف ؟! كــــــــيف؟!!!
-ستفهمين لاحقاً عزيزتي...
-لن أفهم ولا أريد أن أفهم !!!
....
-قل شيئاً !!!
-وداعــــــــاً !
-لا، لا، أرجوك... أرحم دمعتي!!
-لا رحمة أفضل من رحمة الخالق..
-أنت تحطمني ببرودك!!
-آسف فعلاً، لم أقصد ولا أظنني أجرؤ على ذلك!!
-أنني فقط أحاول وضع حجر الأساس لحياتك الجديدة برفق دونما مشاكل!
-لست تفعل، لست تفعل !!!!!
-أهدئي قليلاً، العقل يأتي قبل العاطفة..!!
-بالنسبة لك، ليس بالنسبة لي!
-أممم، إن وجدت فرصة لمهاتفتك فلن أدعها تفلت مني، سأجري إتصالاً لأسأل عنه،
-أتمنى حينها ان تكونا قد حققتما الإستقرار، أنتِ والمثالي الذي يعشقة قلبك!
-أكرهـــــــــك!!
-لا أظن!
-أنت تغيظني بكلامك، وتسيل دموعي!
-لست أحب رؤوية الدموع على وجنتيك...
-لو كان هذا صحيحاً لما قلت ماقلت...
-أنا فقط كنت أحاول أن.....
-كفى! لست أعشق تلك الواقعية التي تتحدث عنها!!!تجر لي الويلات دوماً...
-بل إنه الخيال من يفعل، مرفقاً بالمثالية طبعاً!
-أنت تغلق جميع الأبواب، باباً تلو الآخر... كأنك تريد مني رخصة بالرحيل!!
-هو كذلك...
-لن أعطيكها!
-ستفعلين...
-كلا، إن ماثلتك الجنون فقط!
-أعشق جنونك!
-لست تفعل...
-ستذكرين الأخ والصديق العزيز، إنسان عابر كان في حياتك يوماً،
-لاتنتظري عودتي فسيدكِ قادم لتنسيني وشؤوني حتماً...
-أنت سيدي..
-أوه!! لستُ أستحق هذا اللقب منك!! ستعيشين الحياة من جديد، صح؟!
-مخطئ...
-لست كذلك...
-بل أنت كذلك فعلاً!
-أممم، وحين أرحل بلا عودة، سيكون النسيان أمراً محتماً، هه! ومافائدة تذكري بعدها؟!
-أمممم، أعني... حياتك ليست معي وأعلم بذلك من نواحٍ عدة...
-يالك من رجل!!
-ويالكِ من أنثى!!
-ماسبب كل هذا العناد؟!
-أرجعي كل شيء إلى الحياة ودروسها التي تلقننا في كل لحظة تحارين
-فيها العثور على جواب لأيما تساؤل...
-أنت تحطمني!! بل قد فعلتها وأنتهى الأمر...
-آسف مجدداً، لست أحب سماع هذا منك...
-رجوتك بما فيه الكفاية، يبدو أنك مصمم على الرحيل...
-ألم تفهمي حتى الآن كون المرض سيد الموقف..؟!
-هذيان...
-ستثبت لك الأيام ما إذا كان هذياناً أم لا.