وظيفة القلب عند زيارة المدينة المنورة والرسول
صفحة 1 من اصل 1
وظيفة القلب عند زيارة المدينة المنورة والرسول
وظيفة القلب عند زيارة المدينة المنورة والرسول
عليه الصلاة والسلام
****************************************
أخي المسلم إذا منّ الله عليك بزيارة المدينة المنورة ووقع بصرك على حيطانها..
فتذكر أنها البلدة التي اختارها الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ،وجعل إليها هجرته، وأنها داره التي شرع فيها فرائض ربه عز وجل وسننه ،وجاهد عدوه وأظهر بها دينه إلى أن توفاه الله عز وجل ثم جعل تربته فيها وتربة وزيريْه القائمين بالحق بعده رضي الله عنهما..
ثم مثل في نفسك مواقع أقدام رسول الله صلى الله عليه وسلم عندتردداته فيها وأنه ما من موضع قدم تطؤه إلا وهو موضع أقدامه العزيزة فلا تضع قدمك عليه إلا عن سكينة ووجل ، وتذكر مشيه وتخطيه في سككها وتصور خشوعه وسكينته في المشي وما استودع الله سبحانه قلبه من عظيم معرفته ورفعه ذكره مع ذكره تعالى ، حتى قرنه بذكر نفسه وإحباطه عمل من هتك حرمته ولو برفع صوته فوق صوته ..
ثم تذكر ما منّ الله تعالى به على الذين أدركوا صحبته وسعدوا بمشاهدته واستماع كلامه وأعظم تأسفك على ما فاتك من صحبته وصحبة اصحابه رضي الله عنهم ..
ثم اذكر أنك قد فاتتك رؤيته في الدنيا وأنك من رؤيته في الآخرة على خطر ، وأنك ربما لا تراه إلا بحسرة وقد حيل بينك وبين قبوله إياكبسوء عملك كما قال صلى الله عليه وسلم :’’ يرفع الله إليّ أقواما فيقولون : يا محمد يا محمد ،فأقول : يا ربِّ أصحابي ، فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : بعدا وسحقا ‘‘، فإن تركت حرمة شريعته ولو في دقيقة من الدقائق فلا تأمن أن يحال بينك وبينه بعدولك عن محجته ..
وليعظم مع ذلك رجاؤك أن لا يحول الله تعالى بينك وبينه بعد أن رزقك الإيمان وأشخصك من وطنك لأجل زيارته من غير تجارة ولا حظ في دنيا بل لمحض حبك له وشوقك إلى أن تنظر إلى آثاره وإلى حائط قبره ؛ إذ سمحت نفسك بالسفر بمجرد ذلك لما فاتتك رؤيته فما أجدرك بأن ينظر الله تعالى إليك بعين الرحمة ..
فإذا بلغت المسجد فاذكر أنها العرصة التي اختارها الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأول المسلمين وأفضلهم عصابة ، وأن فرائض الله سبحانه أول ما أقيمت في تلك العرصة ، وانها جمعت أفضل خلق الله حيا وميتا فليعظم أملك في الله سبحانه أن يرحمك بدخولك إياه فادخله خاشعا معظما ، وما أجدر هذا المكان بأن يستدعي الخشوع من قلب كل مؤمن كما حكي عن أبي سليمان أنه قال : حج أويس القرني رضي الله عنه ودخل المدينة فلما وقف على باب المسجد قيل له : هذا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فغشي عليه ، فلما أفاق : قال : أخرجوني فليس يلذ لي بلد فيه محمد صلى الله عليه وسلم مدفون .
أما زيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فينبغي أن تقف بين يديه كما وصفناه وتزوره ميتا كما تزوره حيا ولا تقرب من قبره إلا كما كنت تقرب من شخصه الكريم لو كان حيا ، وكما كنت ترى الحرمة في أن لا تمس شخصه و لا تقبله ، بل تقف من بعدماثلا بين يديه فكذلك فافعل فإن المس والتقبيل للمشاهد عادة النصارى واليهود ..
واعلم أنه بحضورك وقيامك وزيارتك أنه يبلغه سلامك وصلاتك ؛ فمثل صورته الكريمة في خيالك موضوعا في اللحد بإزائك وأحضر عظيم رتبته في قلبك ، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم :’’ أن الله تعالى وكل بقبره ملكا يبلغه سلام من سلم عليه من أمته ‘‘ أخرجه النسائي ، هذا في حق من لم يحضر قبره ، فكيف بمن فارق الوطن وقطع البوادي شوقا إلى لقائه واكتفى بمشاهدة مشهده الكريم إذ فاته مشاهدة غرته الكريمة ؟وقد قال صلى الله عليه وسلم : ’’من صلى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشرا ‘‘فهذا جزاءه في الصلاة عليه بلسانه فكيف بالحضور لزيارته ببدنه ؟ ..
ثم ائت منبر الرسول صلى الله عليه وسلم وتوهم صعود النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ومثل في قلبك طلعته البهية كأنها على المنبر وقد أحدق به المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم وهو صلى الله عليه وسلم يحثهم على طاعة الله عز وجل بخطبته وسل الله عز وجل أن لا يفرق في القيامة بينك وبينه .
إلى هنا كان وظيفة قلبك عند زيارة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ؛رزقك الله ُورزقنا إياها
آمين ..آمين ..آمين
والحمد لله رب العالمين
********************
للإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى
كتاب إحياء علوم الدين
__________________
عليه الصلاة والسلام
****************************************
أخي المسلم إذا منّ الله عليك بزيارة المدينة المنورة ووقع بصرك على حيطانها..
فتذكر أنها البلدة التي اختارها الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ،وجعل إليها هجرته، وأنها داره التي شرع فيها فرائض ربه عز وجل وسننه ،وجاهد عدوه وأظهر بها دينه إلى أن توفاه الله عز وجل ثم جعل تربته فيها وتربة وزيريْه القائمين بالحق بعده رضي الله عنهما..
ثم مثل في نفسك مواقع أقدام رسول الله صلى الله عليه وسلم عندتردداته فيها وأنه ما من موضع قدم تطؤه إلا وهو موضع أقدامه العزيزة فلا تضع قدمك عليه إلا عن سكينة ووجل ، وتذكر مشيه وتخطيه في سككها وتصور خشوعه وسكينته في المشي وما استودع الله سبحانه قلبه من عظيم معرفته ورفعه ذكره مع ذكره تعالى ، حتى قرنه بذكر نفسه وإحباطه عمل من هتك حرمته ولو برفع صوته فوق صوته ..
ثم تذكر ما منّ الله تعالى به على الذين أدركوا صحبته وسعدوا بمشاهدته واستماع كلامه وأعظم تأسفك على ما فاتك من صحبته وصحبة اصحابه رضي الله عنهم ..
ثم اذكر أنك قد فاتتك رؤيته في الدنيا وأنك من رؤيته في الآخرة على خطر ، وأنك ربما لا تراه إلا بحسرة وقد حيل بينك وبين قبوله إياكبسوء عملك كما قال صلى الله عليه وسلم :’’ يرفع الله إليّ أقواما فيقولون : يا محمد يا محمد ،فأقول : يا ربِّ أصحابي ، فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : بعدا وسحقا ‘‘، فإن تركت حرمة شريعته ولو في دقيقة من الدقائق فلا تأمن أن يحال بينك وبينه بعدولك عن محجته ..
وليعظم مع ذلك رجاؤك أن لا يحول الله تعالى بينك وبينه بعد أن رزقك الإيمان وأشخصك من وطنك لأجل زيارته من غير تجارة ولا حظ في دنيا بل لمحض حبك له وشوقك إلى أن تنظر إلى آثاره وإلى حائط قبره ؛ إذ سمحت نفسك بالسفر بمجرد ذلك لما فاتتك رؤيته فما أجدرك بأن ينظر الله تعالى إليك بعين الرحمة ..
فإذا بلغت المسجد فاذكر أنها العرصة التي اختارها الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأول المسلمين وأفضلهم عصابة ، وأن فرائض الله سبحانه أول ما أقيمت في تلك العرصة ، وانها جمعت أفضل خلق الله حيا وميتا فليعظم أملك في الله سبحانه أن يرحمك بدخولك إياه فادخله خاشعا معظما ، وما أجدر هذا المكان بأن يستدعي الخشوع من قلب كل مؤمن كما حكي عن أبي سليمان أنه قال : حج أويس القرني رضي الله عنه ودخل المدينة فلما وقف على باب المسجد قيل له : هذا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فغشي عليه ، فلما أفاق : قال : أخرجوني فليس يلذ لي بلد فيه محمد صلى الله عليه وسلم مدفون .
أما زيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فينبغي أن تقف بين يديه كما وصفناه وتزوره ميتا كما تزوره حيا ولا تقرب من قبره إلا كما كنت تقرب من شخصه الكريم لو كان حيا ، وكما كنت ترى الحرمة في أن لا تمس شخصه و لا تقبله ، بل تقف من بعدماثلا بين يديه فكذلك فافعل فإن المس والتقبيل للمشاهد عادة النصارى واليهود ..
واعلم أنه بحضورك وقيامك وزيارتك أنه يبلغه سلامك وصلاتك ؛ فمثل صورته الكريمة في خيالك موضوعا في اللحد بإزائك وأحضر عظيم رتبته في قلبك ، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم :’’ أن الله تعالى وكل بقبره ملكا يبلغه سلام من سلم عليه من أمته ‘‘ أخرجه النسائي ، هذا في حق من لم يحضر قبره ، فكيف بمن فارق الوطن وقطع البوادي شوقا إلى لقائه واكتفى بمشاهدة مشهده الكريم إذ فاته مشاهدة غرته الكريمة ؟وقد قال صلى الله عليه وسلم : ’’من صلى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشرا ‘‘فهذا جزاءه في الصلاة عليه بلسانه فكيف بالحضور لزيارته ببدنه ؟ ..
ثم ائت منبر الرسول صلى الله عليه وسلم وتوهم صعود النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ومثل في قلبك طلعته البهية كأنها على المنبر وقد أحدق به المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم وهو صلى الله عليه وسلم يحثهم على طاعة الله عز وجل بخطبته وسل الله عز وجل أن لا يفرق في القيامة بينك وبينه .
إلى هنا كان وظيفة قلبك عند زيارة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ؛رزقك الله ُورزقنا إياها
آمين ..آمين ..آمين
والحمد لله رب العالمين
********************
للإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى
كتاب إحياء علوم الدين
__________________
مواضيع مماثلة
» واحد يدور وظيفة
» الإخلاص عبادة القلب
» صوت القلب يعبر عن الحب
» كلمات من 3 حروف لكن تزلزل القلب
» كلمات من القلب إلى أختي المسلمة
» الإخلاص عبادة القلب
» صوت القلب يعبر عن الحب
» كلمات من 3 حروف لكن تزلزل القلب
» كلمات من القلب إلى أختي المسلمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى